يبدو أن العالم الحالي محاصر بين العلمنة والانغلاق على الهوية، وهو ما يعني ضمناً أزمة عالمية واسعة النطاق ومتعددة الأبعاد بطبيعتها. ويبدو أن العقيدة السائدة لثقافة السلام بأشكالها المختلفة، القائمة على اللاعنف والتسامح والتضامن، تضعف عند كل منعطف بسبب التصدعات التي تلعب فيها المعتقدات والولاءات دوراً رئيسياً. وفي هذا السياق، فإن معرفة كيفية فحص حالة التعايش الديني والثقافي داخل المجتمع من شأنه أن يؤدي إلى فهم أفضل لآلياته، وتسهيل تشخيص إخفاقاته المحتملة.

في ضوء ما سبق، تلعب أديان دورًا في “البارومتر العالمي للتعددية الثقافية والدينية” – وهو مشروع بحثي ينفذه مرصد فاروس – بالشراكة مع CéSor – EHESS في فرنسا، وLMI-MACOTER (IRD) في مالي، وجامعة الروح القدس الكسليك في لبنان، بين مارس 2021 وفبراير 2024، لقياس شدة توترات الهوية داخل المجتمع، وقدرته على استيعاب الصدمات بين مجموعات مختلفة من القيم للحفاظ على الصالح العام. يستخدم هذا المؤشر لتحديد التهديدات التي يتعرض لها السلام ومنع الصراعات.