الساحة الإسلامية اليوم مرحلة ونشأة الحرية، ترتبط من ناحية بالتمزق الداخلي والتقان الرئيسي في الرفض لأبناء الدين الواحد، وصولاً إلى الحروب ذات البنية المذهبية بين المسلمين، سنة وشيعة، كما ترتبط من ناحية أخرى بتطوّر ظاهرة الإرهاب وتمتد تحت مسمّى «داعش». فالحالتان تظهران كبر المشكلة وعمقها، وانتا بحاجة إلى لحظة استيقاظ وحتمية مواجهة الواقع، إذ لم يعد هناك مجال لغضّ النظر عن المساحات الملتبسة في الفكر والخطاب والنصر الذي يؤدي إلى اتفاقهم العنف والطرف.
إن الوضع الإسلامي الحالي يحتّم التفكير في كيفية نشر وعي إسلامي متجدد، ذي رسالة اجتماعية قيمية، يكون فيها الشبان والشابات المسلمون في تناغم في ذلك واحد مع إيمانهم ومع العالم المعاصر، وخاصة مع التنوع للدين والمذهبي والثقافي، إن كان على المستوى المحلّي أو العالمي. ونعتقد أن الوعي يبدأ بالتجديد على المستوى التعليمي الإسلامي، لا سيما التعليم العالي، وتمكين أساتذة التعليم والوعاظ والخطباء من قاربة أشمل وأعمق درجة جامعية فقط بعلاقة مع الواقع وتفاصيله، ومعايير التنوع الداخلي وتناغمه من إثراء الشخصية والاجتماعية، باستثناء تنشئة الجيل المسلم باستمرار عليها ويتلقى خطاب ديني لا يتقبل.
