يدل التون بين فكرة الوطن والواقع المعقد والمأسوي أحيانًا على أن الأوطان لا تتحقق يوم إعلان استقلالها أو نشوئها الرسمي، بل تحققها يرتبط بصيرورة قيد التشكل باستمرار، عنوانها “الأنسنة”، ولهذا السبب تناضل كل الأجيال بطرق شتى بغية تحقق الوطن بمعناه السليم، ولا يتوقف هذا النضال على جيل المؤسسين”. وإن الخذت أحيانًا مساهمتهم بعدا تأسيسياً حاسما، غالبا ما يرتبط باستقلال الدولة وتحقيق سيادتها.
يعالج هذا الكتاب، عبر فصوله الستة أبرز الإشكاليات المرتبطة بهذه العلاقة الجدلية في مسار أنسنة الإنسان للأوطان، وأنسنة الأوطان للإنسان، انطلاقا من مناقشة منظومة قيم الحياة العامة، ومرورا بمسائل الهوية والحقيقة وخطورة احتكارها وعلاقة الدين بالسياسة وفشل الخيارات الطائفية، وصولاً إلى طرح مشروع بديل عن الإيديولوجيات القومية، وهو دولة المواطنة الحاضنة للتنوع الضامنة لكرامة جميع المواطنين والمواطنات وحقوقهم والحاضنة لتعددية إسهاماتهم وخياراتهم وانتماءاتهم.
لبناني وفرنسي الجنسية، حائز جائزة Elevate Prize عام ۲۰۲۰ لصناع الفكر والتغيير عالميا. انتخب في العام ٢٠٢٢ مديراً تنفيذيا لمؤسسة القيم العالمية ( جنيف – سويسرا). شارك في تأسيس مؤسسة أديان (لبنان)، وكان رئيسها ومديرها التنفيذي بين الأعوام ٢٠٠٦ و ٢٠٢٠. هو أيضا بروفسور في العلوم الدينية والفلسفة السياسية عمل في عدة جامعات وله مؤلفات كثيرة نشرت باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والإيطالية