العراق هو أحد أكثر دول العالم تنوعًا من حيث الإثنيّات والأديان والثقافات. في المقابل، لطالما عانى العراق من اضطرابات سياسيّة واسعة النطاق، شأنه شأن العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أدّت إلى تقسيم البلاد على أُسس طائفية. بدورها أدّت الانقسامات الاجتماعية والسياسية إلى سلسلة من النزاعات المسلّحة، وإلى عرقلة الحياة الديمقراطية وانهيار الحياة العامة الحاضنة للتنوّع ولمختلف المكونات المجتمعية العراقيّة. وعلى الرغم من إحراز بعض التقدّم السياسي مع إقرار الدستور الجديد في عام 2005، وإقامة عدة انتخابات منذ ذلك الوقت، إلا أنّ الضغط على النسيج الاجتماعي والسياسي العراقي لا يزال في تصاعدٍ مستمرّ، إذ تمّ إقصاء العديد من الفئات الاجتماعية من الحياة العامة ممّا زاد من ضعف ممارسة المواطنة في العراق.
بدأت مؤسّسة أديان عملها في العراق عام 2015 انطلاقًا من إيمانها بأنّ التنوّع يشكّل مصدر غنى وقيمة مضافة للمجتمعات، وبهدف المساهمة في إخراج البلاد من أزماتها المتراكمة وتذليل العقبات التي تفرضها الانقسامات الطائفية الاجتماعية والسياسية التي تعرقل التنمية البشرية. بناءً أيضاً على حضور المؤسسة في العراق ومصداقيتها التي راكمتها على مرّ السنين، أطلقت أديان عام 2021 برنامج إعداد “استراتيجية أديان للعراق”.
تهدف هذه الاستراتيجية إلى الجمع بين الشبكات والعلاقات المختلفة التي نسجتها أديان على مرّ السنين ضمن شبكة تضمّ مختلف الأشخاص والقيادات والمؤثرينذوي الاهتمامات المشتركة من المناطق العراقية كافة. بالاضافة لذلك، ستسعى الإستراتيجية لضمان استدامة عمل أديان في العراق وتوسيع أنشطتها في البلاد.
في إطار الإعدادات لاستراتيجية أديان للعراق الممتدّة من تمّوز الى كانون الأوّل 2021، سيتمّ تحديد دور مؤسّسة أديان في العراق وعملية تسجيلها رسميًّا في البلاد، بالاضافة إلى تحديد كيفية مساهمة أديان في بناء قدرات المنظمات والشبكات العاملة حاليّاً فيه. هذا وسيتمّ التركيز خلال هذه المرحلة على بناء قدرات فريق أديان في تطوير الإستراتيجيات بدعم من خبراء بهدف لحظ الأمور المتعلّقة بالجنسانية والبيئة وحساسيات النزاع ومشاركة الشباب بشكلٍ أفضل.