بيان مؤسسة أديان حول وباء كوفيد-19: دعوة للتواضع والتضامن والمسؤولية العالمية

بعد اعتبار منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 (كورونا) وباءً عالميًّا، وتفشّيه بشكل واسع في عدد كبير من الدول ومنها لبنان، يهمّ مؤسسة أديان التعبير عن الآتي:

أولًا: يذكّرنا هذا الوباء بانتمائنا جميعًا على تنوّعنا إلى عائلةٍ بشريّةٍ واحدة، ويضعنا أمام مسؤوليّتنا المشتركة عن الحفاظ على أنفسنا وعلى الآخرين على حد سواء. فالأنانية والاستكبار هما سبيل إلى الهلاك، في حين الوعيُ بالمسؤولية الجماعية والتزام أقصى متطلبات الوقاية، هما الطريق إلى الخروج من الأزمة بأقلِّ الأضرار.

ثانيًا: كما لكل أزمة أبطالها، يبرز الآن الدور البطولي للمسعفين/ات والعاملين/ات في القطاع الصحيّ، وخاصة الذين جنّدوا أنفسهم للعمل في أقسام معالجة المصابين بهذا الفيروس، والذين يجسّدون أبهى تجليّات التفاني في الخدمة والتضامن الإنساني، إضافة إلى أولئك الذين يحافظون -رغم المخاطر- على استمرار عملهم في الخدمات الأساسيّة، التي لا بدّ من استمرارها. فلهم منّا الدعاء والتقدير وعرفان الجميل.

ثالثًا: يضرب هذا الوباء لبنان في وقت يعاني البلد أزمة مالية واقتصادية وسياسية مأساوية؛ ما يجعل ضرر الوباء ثقلًا زائدًا فوق معاناة المواطنين نتائج الفساد والفشل السياسي، وهو حال سائر المقيمين والنازحين أيضًا. هذا الوضع يضع الحكومة والسياسيين أمام مسؤولياتهم الخطيرة عن حماية الناس والحياة، بشكل لا يحتمل الانقسامات السياسية والحسابات الفئوية. ففي مثل هذه الأزمة، غياب التعاون والجرأة والمناقبية خيانة.

رابعًا: انطلاقًا من دورنا في حمل المسؤولية، على المستويين الفردي والجماعي، تعلن أديان التدابير والمواقف الآتية:

  • تُغلق أديان مكاتبها ابتداء من اليوم حتى إشعار آخر، على أن يواصل أعضاء فريقها العمل كلّ من منزله، مع تطبيق كافة الاحتياطات الصحيّة الموصى بها.
  • تدعو أديان جميع المنتسبين إلى شبكات المؤسسة من متطوعين وشبيبة وسفراء وعائلات، وأعضاء ومنشطي نوادي ألوان، والشبكة العراقية للمواطنة الحاضنة للتنوع، وأعضاء منتدى المسؤولية الاجتماعية الدينية، والمؤسسات الشريكة والمدرّبين والخبراء والأصدقاء، إلى التزام مبدأ الحجر الطوعي قدر الإمكان للحد من انتشار الوباء، وتجنّب نشر أخبارٍ غير دقيقة تضلّل الناس، والاستمرار في شهادة التضامن بكل الوسائل المتاحة، مع أخذ أقصى درجات الحيطة والحماية.
  • تتمنى أديان على أعضاء منتدى المسؤوليّة الاجتماعيّة الدينيّة وكافة المرجعيات الروحية، التعاون بهدف توعية المؤمنين بأنهم في زمن يتطلب منهم حماية الناس والحياة، عبر التزام الإرشادات العلميّة والطبيّة ووقف التجمعات مرحليًّا -وإن كانت بقصد العبادة والصلاة-، والابتعاد عن المزايدات الشعبوية. فاللّه ينتظر من المؤمنين اليوم أن يكونوا -بحسب الحديث الشريف- "أنفعهم للناس". والسيد المسيح يُهيب بكل ما يجعل الإنسان رهينة "السبت" -أي الشريعة والطقوس الدينية-، بل يقول: إن الله جعل "السبت" للإنسان، الذي تبقى حياته وكرامته محور الرسالات. فليكن اتكالنا على الله دافعًا لنا إلى مواجهة هذا الوباء، بالوعي والشجاعة والتضامن الروحي؛ ما يجعل صلواتنا وأدعيتنا تلتقي لديه تعالى. وهي ترتفع من قلوب متحدّة بالإيمان، وإن تباعدت أجسادنا بالمكان.
  • تُطالِب أديان الحكومات والسلطات المعنية، والقطاع الصحي بمؤسساته العامة والخاصة، تحمُّل أقصى درجات المسؤوليّة عن مواجهة هذا الوباء، وقيادة عمليّة التصدّي لانتشاره، على أساس الواجبات المنوطة بها، بدون تردد أو مساومة على حساب سلامة الناس. أيضًا تنتظر أديان من السلطات المعنية أعلى درجات الشفافية، في التعامل مع هذه الأزمة الوطنية والعالمية.